#بعدوفاتك ..
بعد وفاتك بلحظات سيبدأ من حولك بتحسس نبضك وتنفسك ليتيقنوا من موتك فعليا .. وأيديهم على قلوبهم وكلهم رجاء بأن تكون قد فقدت الوعي أو أغمي عليك ..
بعد وفاتك بدقائق سيبكي عليك الأشد محبة لك ومن أنت قطعة منه حقا .. أمك وأبوك وإخوانك ثم الأقرب فالأقرب ..
بعد نصف ساعة تقريبا تنطلق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية لنشر خبر وفاتك عبر التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ..
لن يصدق الكثير منهم الخبر ليجرب البعض منهم الاتصال بك عبر الهاتف أو التواصل معك عبر الواتساب دون أن ترد على أي شيء من هذا ..
بعد ساعة من وفاتك تبدأ الترتيبات لنقلك إلى أولى منازل الآخرة .. "القبر" .. سيتصلون أولا بسيارة نقل الموتى لنقلك إلى المستشفى .. سيبحثون عن مغسل لك بينما ذهب أحدهم لاشتراء كفن وحنوط ولو من ماله الخاص .. البعض الاخر منهمك في الإجراءات الإدارية الأخيرة لدفنك ..
في منزلك حركة مريبة .. البعض يبكي بحرارة والآخر لم يصدق بعد .. يختلط البكاء والنحيب بصوت تلاوة القرآن المنبعث من التلفاز ..
أمام منزلك.. الكل مندهش .. الله أكبر، فلان مات !! كبار انبهروا لفراقك وصغار ينتابهم الفضول لهذا التجمهر .. منهم من يقول "كان معي قبل قليل" .. "كنت على ميعاد معه اليوم لكن لم يكتب لنا اللقاء" .. انتشر خبر وفاتك فعليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. ستنهال عليك دعوات بالرحمة والمغفرة بقدر مشيئة الله .. لا اعتبار بشهرتك او عدمها ..
سيبحث البعض عن حسابك في الفيسبوك ليحاول معرفة من هذا المتوفى .. والأكثرون لن يعرفونك .. لكن جميعهم سيحاولون معرفة آخر شيء شاركته على صفحتك .. سيلاقي آخر منشور لك تفاعلا حزينا منقطع النظير .. سواء كان مضمونه صالحا أو غير صالح ..
أقاربك سيصلون بعد ساعتين أو ثلاث من مدينة أخرى لحضور جنازتك وكأن على رؤسهم الطير.. الكل في خشوع تام مع صوت تلاوة القرآن في السيارة .. والبعض شارد ينظر عبر النوافذ الزجاجية يسترجع كل ما يستطيع من ذكريات معك ..
بعد أربع ساعات تقريبا يكون قبرك جاهزا .. بينما ينسق بعض أفراد العائلة مع إمام المسجد المجاور ليصلوا عليك صلاة الجنازة .. تتسارع الإجراءات الإدارية بشكل رهيب لم تحدث في حياتك كلها .. الكل يعمل على تيسير عملية دفنك بأكبر قدر ممكن .. السلطات .. إدارة المستشفى .. البلدية ..
عند الآذان تدخل جثتك في كفنين أبيضين تفوح منك رائحة الحنوط والمسك .. الكل في وجل .. انتهت الصلاة المفروضة لينادي الإمام "الصلاة على الجنازة .. جنازة رجل/ امرأة" .. نعم ستنام مجردا من ثيابك الغالية ومجوهراتك الثمينة في أكفان لا ألوان ولا زخرفة فيها ..
بعد الصلاة يسارع الجميع لتقديمك لحفرة من تراب بين أموات في منطقة خالية .. كنت تأتيها مشيعا في ما مضى على قدميك وأنت الان تأتيها على الأكتاف .. البعض يذكرك بخير .. والبعض يستغفر لك عما بدر منك من بطش وأكل لأموال الناس بالباطل .. ومنهم من لا يعرفك ويحاول أن يعرف من تكون دون جدوى ..
سيجتمع حشد كبير لدفنك .. سيتنازعون المعاول والفؤوس ويكثر اللغط .. هذا يأمر بالماء وهذا يبحث عن الحصى .. من كثرة انشغالهم بدفنك سينسى أكثرهم طلب المغفرة والتثبيت لك .. ستسمع قرع نعالهم في قبرك .. ستصبح في قبرك وحيدا إلى قيام الساعة .. لا تدري متى ستقوم .. لكن .. سترى في تلك المدة ما كنت تسمع عنه في الكتب والخطب ..
سينصرف الجميع بعد أقل من ساعة بعد الدعاء والاستغفار لك -إن كتب الله لك ذلك- ..
سيعود الكل إلى منزله .. وتستمر الحياة في من دونك .. البيت مكتظ بالمعزين .. رجال في الصالة ونساء في جوف المنزل .. سيبقى البعض منهم لتناول العشاء والبعض منهم سينصرف لأنه مشغول بتجارة أو أغراض دنيوية .. ولن يتوقف العالم من أجلك ..
بعد وفاتك بأيام .. سيفتح دولابك وتنبعث منه رائحة العطر الذي كنت تستعمله وتحيي أحزانا من جديد .. كل شيء له ذكريات مرتبطة به .. كتاب .. صورة .. ميدالية .. قميص .. شواهد كنت تحلم بأن تفعل بها الكثير في المستقبل ..
سيصبح كل ذلك ملكا لورثتك .. لن تستطيع منعهم هذه المرة من لمس حاجاتك دون إذنك .. سيوزع ذلك سواء بعدل أو بغير عدل .. سيعتاد أفراد العائلة على فقدانك مع مرور الوقت وتبدأ الحياة من جديد ..
بعد أسابيع سيشتغل التلفاز كما لو أنك بينهم .. سيذكرونك أحيانا في حديثهم بلقبك الجديد "المرحوم" فلان في سياق جملة عادية دون حزن أو تأثر ..
سينقطع عملك كله من هاته الدنيا إلا من ثلاثة أمور لا رابع لها .. صدقة جارية .. علم ينتفع به .. ولد صالح يدعو لك ..
فاجعل لك إحدى هذه الأمور لعلها تنفعك بإذن الله عز وجل ... وتأكد بأن الكثيرين سيزورون صفحتك بعد موتك فاجعل فيها ما تثقل به ميزان حسناتك
لاحول ولاقوة إلا بالله❤
بعد وفاتك بلحظات سيبدأ من حولك بتحسس نبضك وتنفسك ليتيقنوا من موتك فعليا .. وأيديهم على قلوبهم وكلهم رجاء بأن تكون قد فقدت الوعي أو أغمي عليك ..
بعد وفاتك بدقائق سيبكي عليك الأشد محبة لك ومن أنت قطعة منه حقا .. أمك وأبوك وإخوانك ثم الأقرب فالأقرب ..
بعد نصف ساعة تقريبا تنطلق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية لنشر خبر وفاتك عبر التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ..
لن يصدق الكثير منهم الخبر ليجرب البعض منهم الاتصال بك عبر الهاتف أو التواصل معك عبر الواتساب دون أن ترد على أي شيء من هذا ..
بعد ساعة من وفاتك تبدأ الترتيبات لنقلك إلى أولى منازل الآخرة .. "القبر" .. سيتصلون أولا بسيارة نقل الموتى لنقلك إلى المستشفى .. سيبحثون عن مغسل لك بينما ذهب أحدهم لاشتراء كفن وحنوط ولو من ماله الخاص .. البعض الاخر منهمك في الإجراءات الإدارية الأخيرة لدفنك ..
في منزلك حركة مريبة .. البعض يبكي بحرارة والآخر لم يصدق بعد .. يختلط البكاء والنحيب بصوت تلاوة القرآن المنبعث من التلفاز ..
أمام منزلك.. الكل مندهش .. الله أكبر، فلان مات !! كبار انبهروا لفراقك وصغار ينتابهم الفضول لهذا التجمهر .. منهم من يقول "كان معي قبل قليل" .. "كنت على ميعاد معه اليوم لكن لم يكتب لنا اللقاء" .. انتشر خبر وفاتك فعليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. ستنهال عليك دعوات بالرحمة والمغفرة بقدر مشيئة الله .. لا اعتبار بشهرتك او عدمها ..
سيبحث البعض عن حسابك في الفيسبوك ليحاول معرفة من هذا المتوفى .. والأكثرون لن يعرفونك .. لكن جميعهم سيحاولون معرفة آخر شيء شاركته على صفحتك .. سيلاقي آخر منشور لك تفاعلا حزينا منقطع النظير .. سواء كان مضمونه صالحا أو غير صالح ..
أقاربك سيصلون بعد ساعتين أو ثلاث من مدينة أخرى لحضور جنازتك وكأن على رؤسهم الطير.. الكل في خشوع تام مع صوت تلاوة القرآن في السيارة .. والبعض شارد ينظر عبر النوافذ الزجاجية يسترجع كل ما يستطيع من ذكريات معك ..
بعد أربع ساعات تقريبا يكون قبرك جاهزا .. بينما ينسق بعض أفراد العائلة مع إمام المسجد المجاور ليصلوا عليك صلاة الجنازة .. تتسارع الإجراءات الإدارية بشكل رهيب لم تحدث في حياتك كلها .. الكل يعمل على تيسير عملية دفنك بأكبر قدر ممكن .. السلطات .. إدارة المستشفى .. البلدية ..
عند الآذان تدخل جثتك في كفنين أبيضين تفوح منك رائحة الحنوط والمسك .. الكل في وجل .. انتهت الصلاة المفروضة لينادي الإمام "الصلاة على الجنازة .. جنازة رجل/ امرأة" .. نعم ستنام مجردا من ثيابك الغالية ومجوهراتك الثمينة في أكفان لا ألوان ولا زخرفة فيها ..
بعد الصلاة يسارع الجميع لتقديمك لحفرة من تراب بين أموات في منطقة خالية .. كنت تأتيها مشيعا في ما مضى على قدميك وأنت الان تأتيها على الأكتاف .. البعض يذكرك بخير .. والبعض يستغفر لك عما بدر منك من بطش وأكل لأموال الناس بالباطل .. ومنهم من لا يعرفك ويحاول أن يعرف من تكون دون جدوى ..
سيجتمع حشد كبير لدفنك .. سيتنازعون المعاول والفؤوس ويكثر اللغط .. هذا يأمر بالماء وهذا يبحث عن الحصى .. من كثرة انشغالهم بدفنك سينسى أكثرهم طلب المغفرة والتثبيت لك .. ستسمع قرع نعالهم في قبرك .. ستصبح في قبرك وحيدا إلى قيام الساعة .. لا تدري متى ستقوم .. لكن .. سترى في تلك المدة ما كنت تسمع عنه في الكتب والخطب ..
سينصرف الجميع بعد أقل من ساعة بعد الدعاء والاستغفار لك -إن كتب الله لك ذلك- ..
سيعود الكل إلى منزله .. وتستمر الحياة في من دونك .. البيت مكتظ بالمعزين .. رجال في الصالة ونساء في جوف المنزل .. سيبقى البعض منهم لتناول العشاء والبعض منهم سينصرف لأنه مشغول بتجارة أو أغراض دنيوية .. ولن يتوقف العالم من أجلك ..
بعد وفاتك بأيام .. سيفتح دولابك وتنبعث منه رائحة العطر الذي كنت تستعمله وتحيي أحزانا من جديد .. كل شيء له ذكريات مرتبطة به .. كتاب .. صورة .. ميدالية .. قميص .. شواهد كنت تحلم بأن تفعل بها الكثير في المستقبل ..
سيصبح كل ذلك ملكا لورثتك .. لن تستطيع منعهم هذه المرة من لمس حاجاتك دون إذنك .. سيوزع ذلك سواء بعدل أو بغير عدل .. سيعتاد أفراد العائلة على فقدانك مع مرور الوقت وتبدأ الحياة من جديد ..
بعد أسابيع سيشتغل التلفاز كما لو أنك بينهم .. سيذكرونك أحيانا في حديثهم بلقبك الجديد "المرحوم" فلان في سياق جملة عادية دون حزن أو تأثر ..
سينقطع عملك كله من هاته الدنيا إلا من ثلاثة أمور لا رابع لها .. صدقة جارية .. علم ينتفع به .. ولد صالح يدعو لك ..
فاجعل لك إحدى هذه الأمور لعلها تنفعك بإذن الله عز وجل ... وتأكد بأن الكثيرين سيزورون صفحتك بعد موتك فاجعل فيها ما تثقل به ميزان حسناتك
لاحول ولاقوة إلا بالله❤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق